السودان و مصيدة الإستثمارات . في السنوات الخمسه الأخيره ذاع صيت جدوى الإستثمار في السودان و خاصة الزراعي و تبعها حمى التعدين عن الذهب مما شجع العديد من المستثمرين للتهافت على عقد شراكات سريعه لتحقيق السبق في هذا المجال الجديد. حيث تم الضخ بملايين الدولارات من قبل مستثمرين أغلبيتهم من منطقة الخليج العربي للإستثمار في أرض الخصوبه و الذهب أملا في تحقيق أرباح عاليه و سريعه دون الإستناد الى دراسات جدوى حقيقيه للأليات الإقتصاديه في السودان .
إصطدم كل ما سبق ب 3 عوائق :
- البيروقراطيه في الإجراءات حيث تعيق عملية إستخراج التصاريح و الرخص المطلوبه أي إستثمار واعد.
- عدم وجود آليه لمراقبة الفساد الإداري و ممارسات إستغلال المناصب.
- الإفتقار الى البنى التحتيه الآزمه لجذب و دعم الإستثمارات الأجنبيه.
و على سبيل المثال أذكر هنا قصة صديق من المتشجعين للتعدين و الربح السريع و الذي إستثمر مبالغ طائله من ملايين الدولارات وبعد أكثر من 3 سنوات لم يستطيع إنجاز العديد من المراحل, و وصل الى قناعة الإلغاء للإستثمار كاملا لتعذر تحقيق أي تقدم يذكر.
قصه أخرى لشخص تشارك مع صديقه السوداني في معدات تنقيب عن الذهب منذ أكثر من عامين و لم تتجاوز المحصله ما سبق.
و بالنتيجه ننصح جميع المتطلعين لإصطياد الفرص الإستثماريه بدراسة البيئه و المقومات أولا , و لا تحاول أن تكون صاحب السبق و تندفع بالأمر فقد تكون صاحب السبق في خسارة أموالك لا أكثر.
كما نتمنى من الهيئات المسؤوله في السودان أن تعميل على تذليل العقبات و إنشاء مناخ إستثماري مؤطر بقوانين و لوائح جاذبه و حاميه للإستثمارات الأجنبيه و العربيه.