العوده لنظام المدارس الحكوميه في التعليم في دولة قطر من القرارات التي سيتم مناقشتها قريبا ، و يحمل في طياته معالجه للقصور الحاصل في تجربة المدارس المستقله في الدوله. يعالج القرار الجوانب الأكاديميه و الإداريه التاليه :
- توحيد المناهج في جميع المدارس
- إلغاء لما يسمى بالتراخيص و مسمى المدارس المستقله و إستبدالها بالمدارس الحكوميه
- مدير المدرسه هو موظف في الوزاره و ليس صاحب ترخيص
- توحيد النظم الأكاديميه و الإداريه في جميع المدارس
- عودة التربيه الى مهام الوزاره إلى جانب التعليم و التعليم العالي
كل ما سبق ذكره يعلمه الجميع و يمكنكم الإطلاع عليه من هذا الرابط ، و لكني هتا أريد تسليط الضوء على جانب آخر و هو فكرة سيناريو و ليس قرار ، قد يزيد المنفعه من هذ التحول بإستخدام موارد ماليه مستخدمه حاليا في عملية تطوير مستدام و مطلوب.
- سأقوم باستعرض بعض البيانات عن نظام الكوبونات التعليميه :
- بدأ العمل بنظام الكوبونات التعليميه في عام ٢٠١٢/٢٠١٣ أي منذ ٤ سنوات أكاديميه.
- تبلغ قيمة الكوبون التعليمي لكل طالب مبلغ ٢٨،٠٠٠ ريال قطري.
- في آخر بيان عن تكلفة البرنامج ، بلغ إجمالي المبالغ المدفوعه من ميزانية الحكومه ما يقارب ٨٠٠ مليون ريال قطري
- الهدف من البرنامج هو توفير خيارات و بدائل تعليم أكثر
- مقدار الرضى عن المخرجات يعلمه أولياء الأمور و هيئة التقييم
بلا شك أن نظام الكوبونات التعليميه كان ضروره لإيجاد بدائل للراغبين في التعليم الدولي خصوصا بعد تحول المدارس المستقله الى نظام الدراسه باللغه العربيه لمعظم المواد ، و لكن هل ستستمر الحاجه لهكذا نظام إذا أستطعنا إستخدام المخصصات الماليه التي تضخ في مدارس القطاع الخاص في تطوير مناهج و معايير مستدامه تخدم الأجيال الحاليه و القادمه و تؤسس لنهضه تعليميه تقودها المدارس الحكوميه ؟
أنا ممن درسوا بالمدارس الحكوميه في دولة قطر و أعتز بهذه التجربه ، بل جميع من خاضوها يملكون نفس الشعور . و خلال بحثي قبل كتابة هذه المقاله وجدت من قام فعلا بعمل توأمه بين النظام الحكومي و النظام الدولي في التدريس. أحد الأكاديميات التي أفتتحت مؤخرا قامت بتطويع نظام البكلوريا الدولي بطريقه تحاكي إحتياجات المجتمع و الطالب العربي ، و مما سمعته من بعض العاملين و أولياء الأمور هناك فإنهم يبلون بلاءا حسنا.
تتلخص تجربتهم بانشاء مسارين تعليمين متوازيين للمرحله الإبتدائيه أحدهم عربي و الأخر إنجليزي يحاكي كل منهم قدرات الطلاب اللغويه ، بحيث يعمل المسار العربي على إعداد الطالب للإندماج في المسار الموحد الإنجليزي بدأ من الصف السادس و إستمرارا في المرحله الإعداديه و الثانويه. و تتلخص فلسفة المسارين بالآتي :
١. المسار العربي :
من الصف الأول حتى الصف الرابع ابتدائي. تطبق برنامج البكالوريا الدولية باللغة العربية، وذلك سعيًا لبناء شخصية لدى الطالب تعتزّ بهويتها وإرثها الفكري والثقافي. وبالإضافة إلى اللغة العربية، يتعلّم الطلاب اللغة الإنكليزية كلغة ثانية متقدمة، واللغة الفرنسية كلغة ثالثة. وتتميز المدرسة باعتمادها منهاجًا دوليًا يرتكز على طرق تدريس تفاعلية تستند إلى البحث والاستقصاء والتحليل؛ مما يساعد في بناء مهارات الطالب ومعارفه ومفاهيمه العلمية وتطويرها. وتعمل المدرسة على تأمين فرص تعلّم مناسبة لحميع الطلاب بمعزل عن طاقاتهم وقدراتهم المعرفية. فهي تستند إلى برنامج خاص لدعم التعلّم يشمل الإرشاد والتوجيه، بالإضافة إلى الدعم الأكاديمي وبخاصة اللغوي. وتفخر المدرسة باعتمادها نظام التعليم التعاوني القائم على وجود معلمين اثنين داخل الصف الواحد؛ مما يتيح الاهتمام بالاحتياجات الفردية للطلاب. وتهتمّ المدرسة بتدريس مواد الاجتماعيات والرسم والموسيقى والدراما والرياضة حسب معايير عالية الجودة وبشكل متكامل مع بقية المواد، فضلًا عن التركيز على دمج التكنولوجيا بالتعليم.
٢. المسار الإنجليزي :
التدريس في هذا المسار باللغة الإنكليزية إضافةً إلى تعليم اللغتين العربية والفرنسية. وسيتمّ تطبيق برنامج البكالوريا الدولية في كلٍ من المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية. نركز بدءًا من الروضة على دمج الفنون والتكنولوجيا في التعلم، إضافةً إلى تعليم الأطفال البرمجة. نستمر في هذا المسار في الاهتمام بتطوير الطلاب في اللغتين، العربية والإنكليزية. فالطلاب الذين لغتهم الأم هي العربية سيتمّ تعليمهم ضمن هذا المسار اللغة العربية بمستوى متقدم، والطلاب الذين لغتهم الأم ليست العربية سيتمّ تعليمهم اللغة العربية وفقًا لمستواهم. ابتداءً من الصف السادس، يلتحق طلاب المسارين، الإنكليزي والعربي، بالمرحلة المتوسطة ليتعلموا سوية الرياضيات والعلوم باللغة الإنكليزية والتاريخ، كلٌ بلغته، العربية أو الإنكليزية.
برأي إن خلق نماذج شبيهه من النموذج أعلاه و إستثمار المبالغ المستخدمه في تغطية نفقات برنامج الكوبونات التعليميه في تطوير نماذج شبيهه تطبق في المدارس الحكوميه سيؤدي الى إيجاد مؤسسات تعليميه قويه تقدم رؤيا الدوله بعيدا عن البحث عن منافع ماديه كهدف أساسي.
و الله الموفق